التخطي إلى المحتوى الرئيسي
منهجيّة التعامل مع المقال   التحميل من هنا




كيف أعدّ نفسي لامتحان نظريّات لسانيّات أو نظريّات نحويّة؟
1- ما هو الهدف من الدرس؟  
أوّلا لنحدّد الهدف الذي يراد من تكوينك في هذه المادّة، فالامتحان هو اختبار في مدى تحقّق تلك الأهداف.  الهدف هو :
- أن تكون مدركا للقضايا الأساسّيّة التي يطرحها علم النحو أو علم اللسانيّات.
- أن تكون مدركا للاختلافات المنهجيّة بين مختلف النظريّات والعلاقات بينها.
- أن تكون لك القدرة على تمييز المفاهيم وحسن استخدامها.
- أن تكون قادرا على الربط بين المفاهيم والقضايا النظرية وتحليل أمثلتها.
- أن تحسن بناء أفكارك عند الحديث عن هذه المسائل جميعا.
2- كيف أعدّ  نفسي للامتحان؟
الاستعداد يكون في مستويين: نظريّ ومنهجيّ:
أ- الاستعداد النظريّ يكون في أربع خطوات:
- لخّص الدروس لتستخرج منها المفاهيم الأساسيّة وتضبط قائمة مصطلحاتك التي ستستخدمها.
- لخّص الدروس لتستخرج أهمّ الأفكار وأهمّ النظريّات حول قضايا المعنى.
تذكّر جيّدا هناك فرق بين المفهوم والفكرة. مثلا الترادف (مفهوم) / إنكار وجود الترادف في اللغة (فكرة)
- اقرأ ما يتيسّر لك من دراسات لتعمّق فهمك للقضيّة جيّدا وتتسلّح بأمثلة وأفكار تميّزك عن غيرك.
- احرص على الجلوس مع نفسك قليلا وانت تحاول الفهم أو النقاش مع زملائك لتختبر مدى فهمك للمسائل.
ب- الاستعداد المنهجيّ: 
بدونه يذهب الاستعداد النظريّ أدراج الرياح. لكن تمهّل بإمكانك دائما أن تستعدّ على نحو أفضل. لم يفتك شيء. عليك إذن بهذه الخطوات:
- خصّص وقتا لإدامة التفكير والقراءة وإعادة القراءة فأنت في امتحان تفكير وليس في امتحان ذاكرة.
-  عوّد نفسك على التخطيط: ابدأ بالتخطيط للأفكار الكبرى سواء في الموضوع أو تحليل النص: حددّ العناصر الكبرى للتخطيك (محوران أو ثلاثة) ثم عد إلى كلّ عنصر وحلّله إلى فكرتين أو ثلاثة أفكار فرعيّة
- ضمن كل فكرة فرعيّة حدّد الأفكار الجزئيّة. سيسهّل عليك ذلك الكتابة لأنك ستعرف مسيقا إلى أين يمضي تحليلك.
- تدرّب على الكتابة وعد إلى كل مفهوم أو فكرة أو نظريّة وخذ مثالا تطبيقيّا وحاول تحليله بلغتك الخاصّة.
- خذ فكرة جزئيّة وتدرّب على تحليلها والتدرّج في تفصيلها مثلا:
شرح الفكرة أو الموقف النظريّ  بسط المفاهيم والمصطلحات-  استخدام أمثلة توضيحيّة- إبراز أهمّ المواقف ضمنها -  كشف الخلفيّات الفكريّة والفلسفيّة وراء الفكرة  المقارنة مع مواقف وأفكار أخرى  - استخلاص الإضافة التي حقّققتها -  حسن التخلّص ليسهل الانتقال إلى الفكرة الجديدة
- انطلق دائما من الأمثلة والأفكار والمواقف وتجنّب الابتداء بالتعريفات مثل (الإعراب  هو... الصوتم هو...) فعندما تحلّل أنت تبيّن منهجيّة النظريّات وتكشف ما وراءها من خلفيّة ومآزق منهجيّة استدعت تجاوزها. وليسهل عليك ذلك انطلق من الأمثلة والأفكار والمواقف ثمّ  تذكّر أنك تستخدم مصطلحات ومفاهيم دقيقة في بسط التصوّر النظري فعرّفها أثناء التحليل.
3- ما هي الصعوبات التي تعترضني أثناء الاستعداد؟
لا تكن مثاليّا توجد دائما صعوبات. ولكن ها أنت ذا هنا لتتغلّب عليها وتثبت للمتحن جدارتك في تجاوزها. لكن لن تتغلّب عليها إلا بحسن الاستعداد. فهاك بعض مقاييس حسن الاستعداد في شكل أسئلة:
- أدواتك في العمل: نظريّة تفهمها/ مفاهيم ومصطلحات تحلّل بها/ أمثلة تنطلق منها. فهل صرت تميّز بين الفكرة والمفهوم والنظريّة المتكاملة؟
- هل يمكنك أن تتدرّج من شرح المثال فتنتقل رويدا رويدا إلى التعريف بالمفاهيم فشرح تكامل النظريّة؟
- هل تدرك الفوارق بين النظريّات. وتحسن اختيار المصطلحات مع كل نظريّة.
- هل تستطيع الكتابة بجمل بسيطة خالية من التعقيد؟
- هل تحسن التخطيط فتمضي في تحليلك وأنت تبني ما يمهّد للفكرة القادمة؟
- هل راجعت عملك فتتضّح لك أخطاء لغويّة ومنهجيّة ونظريّة فتصلحها في الحين؟
- عندما تكتب هل أنت بصدد المضيّ بلا غاية أم تتقدّم حسب ما رسمته في التخطيط؟
- عندما تكتب هل تعود في كل مرة غلى أوّل فقرة وتعيد القراءة ليسهل عليك بناء فكرة جديدة؟
- اسأل نفسك هل أخذت نموذجا لموضوع أو لجزء من موضوع أو نصّا وتدربت على تحليليه ؟ 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدرس الثاني : اللسانيّات البنيويّة ومفاهيمها الأساسيّة

تحميل الدرس بصيغة ب د ف من هنا  اللسانيّات علم يتنزّل ضمن مستوين متفاعلين: مستوى داخليّ ضمن علم اللسانيّات؛ يتعلّق بتطوّر النظريّات والمدار س اللسانيّة فتولد النظريّات الجديدة انطلاقا من المآزق التي تصل إليها النظريّات القديمة، فكلّ نظريّة تمثّل نقدا للسابق وإضافة جديدة لا تقطع نهائيّا مع ما قبلها من تصوّرات. أمّا المستوى الثاني فخارجيّ يتعلّق بوجود صلة بين اللسانيّات وسائر العلوم المجاورة وقوامها علاقة تأثّر وتأثير بينهما. ذلك أنّ اللسانيّات تتأثّر بما يحدث في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها وهي في نفس الوقت تؤثّر في سائر العلوم الإنسانيّة من نقد وإنشائيّة وأنتروبولوجيا. ضمن هذين المستويين يمكن أن ندرس آراء دي سوسير المؤسّسة للبنيويّة. 1- الخلفيّات الفكريّة والعلميّة لظهور اللسانيّات البنيويّة : بالعودة إلى كتاب سوسير المؤسّس "دروس في الألسنيّة العامّة" يمكن أن نلاحظ وجود مؤثّرات مختلفة تتعلّق من جهة أولى بما كان سائدا في الدراسات اللسانيّة قبله. وبما كان يسود في عصره من مناهج ومفاهيم في سائر العلوم. أ- نقد المنهج التاريخي المقارن : كانت اللسانيّات في

الدرس الثاني : خصائص النظريّة اللسانيّة ومدى انطباقها على النحو التوليديّ

لتحميل الدرس في صيغة ب د ف اضغط هنا  مقدمة: في كلّ علم هناك مقابلة شائعة بين النظريّ والتطبيقيّ. وفي علم اللسانيّات نجد كلاما نظريّا عن الدال والمدلول والبنية والقيمة والشكل، والصوتم... ونجد في المقابل تطبيقات على العربيّة والانجليزيّة وسائر الألسنة. هذا التمييز لا يعني أنّ كلّ من يخوض في الخطاب النظريّ هو منظّر وصاحب نظريّة فهناك كثير من اللسانيّين يكتبون بحوثا نظريّة في اللسانيّات وينشرونها في شكل مقالات وكتب. ولكنّ عددا قليلا منهم يمكن اعتبارهم من المنظّرين. ما هو السبب في ذلك؟ ليس كلّ كلام نظريّ   يمثّل نظريّة فللنظريّة شروط وخصائص ينبغي أن تتوفّر حتّى تندرج فيها ىراء لسانيّ ما. أمّا اكثر البحوث النظريّة فقد تكون تعقيبا على نظريّة أو اشتغالا ضمنها أو نقدا لها أو تدقيقا لمفهوم. نطرح في هذا الدرس أبرز خصائص النظريّة اللسانيّة من الناحية الإيبستيمولوجيّة. وبأيّ معنى تحقّق نظريّة النحو التوليديّ هذه الخصائص. 1-   مفهوم النظرية اللسانيّة وخصائصها: إنّ مجرّد الخوض في كلام نظريّ لا يعني أنّ صاحبه بصدد التنظير. إذا كان المقصود بالتنظير هو إنشاء نظريّة فليس أمرا متاحا لجميع اللسا
الدرس الأوّل:  مدخل تاريخيّ إلى علم اللسانيّات اضغط هنا لتحميل الدرس أهداف الدرس 1- تعريف اللسانيّات: موضوعها أهمّ مفاهيمها. 2- التعرّف على أهمّ أطوار اللسانيّات ومناهجها ومدارسها وأعلامها. 3- التمييز بين أهمّ فروع اللسانيّات: * اللسانيات العامّة /علم الأصوات/ علم الدلالة/ التداوليّة. 4- التعرّف على علاقة التأثّر والتاثير بين اللسانيّات ومختلف العلوم المجاورة.                                 كلّ علم يمكن تعريفه من خلال موضوع دراسته ومنهجه ونظريّاته وأطواره وفروعه وأعلامه. واللسانيّات علم موضوعه اللغة ومناهجه ونظريّاته وأطواره متغيّرة من التاريخيّة إلى البنيويّة إلى التوليديّة إلى العرفانيّة وفروعه كثيرة منها الصوتميّة والدلالة والتداوليّة وأعلامه يتفاوتون في التأثير والأهميّة. 1- تعريف اللسانيّات: الموضوع المفاهيم المنهج الأعلام أ- موضوع اللسانيّات:  تعرّف اللسانيّات linguistique/ linguistics بأنّها الدراسة العلميّة لسائر اللّغات الطبيعيّة. وهي علم من العلوم الإنسانيّة بما أنّ اللغة خاصّية بشريّة. وقد ظهر هذا المصطلح ( linguistique